تدفقات جديدة على صناديق البيتكوين بعد تصعيد ترامب ضد “باول”

شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية في الولايات المتحدة تدفقات أسبوعية متواضعة، حيث تجاوز سعر بيتكوين 85 ألف دولار أميركي، مدفوعةً بتوقعات بتخفيف موقف الاحتياطي الفيدرالي تجاه خفض أسعار الفائدة، في ظل سعي الرئيس ترامب لاستبدال رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
تُظهر بيانات SoSoValue أن 12 صندوق لتداول البيتكوين الفورية سجلت تدفقات صافية بلغت 15.85 مليون دولار أميركي خلال الأسبوع، منهيةً بذلك موجة تدفقات خارجية استمرت أسبوعين، والتي شهدت خروج 886 مليون دولار أميركي من هذه الصناديق.

في الفترة من 14 إلى 17 أبريل، شهدت صناديق تداول البيتكوين الفورية أداءً متباينًا، وإن كان إيجابيًا في معظمه؛ حيث بلغ إجمالي التدفقات 1.47 مليون دولار أمريكي يوم الإثنين، و76.42 مليون دولار أمريكي يوم الثلاثاء، تلتها تدفقات خارجية كبيرة بلغت 169.87 مليون دولار أميركي يوم الأربعاء. لكن معنويات المستثمرين انقلبت مجددًا يوم الخميس مع عودة تدفقات بقيمة 107.83 مليون دولار.

هذا وتوجهت معظم التدفقات إلى صندوق IBIT التابع لشركة بلاك روك، الذي جمع 186.5 مليون دولار، يليه صندوق BITB التابع لشركة بيتوايز بـ 23.8 مليون دولار، وفقًا لبيانات فارسايد. كما ساهمت صناديق تداول فورية، مثل صندوق ميني بيتكوين تراست التابع لـ “غرايسكيل”، وصندوق BTC O التابع لإنفيسكو، وصندوق EZBC التابع لفرانكلين، وصندوق HODL التابع لفان إيك، بإجمالي تدفقات بلغ 26.3 مليون دولار.
ومع ذلك، لم تكن كل الأخبار إيجابية؛ إذ شهد صندوقا FBTC التابع لشركة فيديليتي وARKB التابع لشركة آرك تدفقات خارجية كبيرة بلغت 174.9 مليون دولار و99.8 مليون دولار على التوالي، مما أثر سلبًا على مكاسب الأسبوع. أما بقية صناديق التداول، فقد استقرت نسبيًا.

في الوقت عينه، لا تزال صناديق إيثريوم المتداولة في البورصة تعاني من أداء سلبي، حيث سجلت تدفقات خارجية بقيمة 32.17 مليون دولار، محققة بذلك الأسبوع الثامن على التوالي من الخسائر، مع خسارة إجمالية تُقدّر بحوالي 910 ملايين دولار حتى الآن.
ما أثار الأسواق حقًا الأسبوع الماضي هو الجدل القائم بين ترامب وباول. ففي 16 أبريل، تحدث باول في شيكاغو مؤكدًا أن الاحتياطي الفيدرالي لا يتسرع في خفض أسعار الفائدة، محذرًا من أن الإجراءات الجمركية التي يخطط لها ترامب تجاه الدول التجارية الرئيسية، وخاصة الصين، قد تؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم والإضرار بسوق العمل. وقد أدى هذا التصريح إلى تدفقات خارجية كبيرة يوم الأربعاء.
لكن المشهد تبدل يوم الخميس بعد تصريحات ترامب التي قال فيها إن “إنهاء عمل باول لا يمكن أن يتم بالسرعة الكافية”، مع ورود تقارير عن إمكانية استبداله بكيفن وارش، المسؤول السابق في الاحتياطي الفيدرالي والمعروف بدعمه للعملات الرقمية.

إلى ذلك، تعافت عملة بيتكوين عقب هذه الأنباء، حيث ارتفعت بنسبة 3% في بداية يوم الإثنين، متجاوزةً 87,600 دولار أميركي، وهو أعلى مستوى لها منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية في ما وصفه بـ”يوم التحرير”. وقد عوض هذا الارتفاع الخسائر التي تكبدتها العملة في وقت سابق من أبريل، مما دفع بيتكوين لتحقيق مكاسب تجاوزت 16% منذ أن وصلت إلى أدنى مستوياتها عند 75 ألف دولار في 9 أبريل.
باتت بيتكوين الآن تبعد نحو 20% فقط عن أعلى مستوى سجلته على الإطلاق، ويبدو أن مزاج المستثمرين يميل مجددًا نحو التفاؤل والصعود.

من المثير للاهتمام أن ارتفاع بيتكوين يعكس الأداء الإيجابي للذهب؛ إذ يستفيد كلا الأصلين من انخفاض قيمة الدولار الأميركي وتزايد حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. فقد تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 10% منذ بداية هذا العام وسط تصاعد التوترات التجارية.
في منشور على منصة X بتاريخ 21 أبريل، أوضح محللو Geiger Capital أن بيتكوين يبدو وكأنه بدأ “ينفصل” عن الأسواق التقليدية. وأشاروا من خلال رسم بياني شاركوه إلى أن بيتكوين اخترق نمط إسفين هبوطي كبير كان يتشكل منذ بداية العام، وهو نمط غالبًا ما يُعتبر إشارة إلى إمكانية تحقيق مكاسب أكثر استدامة في المستقبل.