انهيار ممثل مانترا الرقمي: هل يتمكّن OM من التعافي بعد تراجع 90%؟

فاجأ انهيار ممثل مانترا (OM) الرقمي في 13 أبريل 2025 مجتمع العملات الرقمية، حيث هوى سعر العملة بأكثر من 90%، من 6.30 دولار أميركي إلى 0.37 دولار خلال ساعات قليلة. وقد أدى هذا الانهيار إلى خسارة نحو 5.5 مليار دولار من القيمة السوقية لإحدى أبرز منصات تمثيل الأصول الحقيقية رقمياً (RWA) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تتخذ “مانترا” من دبي مقرًا لها، وهي مرخّصة من قبل هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA). وقد نجحت في عقد شراكات استراتيجية مع مطوري MAG وDAMAC في دولة الإمارات. وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في سعر ممثل OM الرقمي، فإن هذه العلاقات القوية والوضع التنظيمي المستقر يشيران إلى أن المشروع لا يزال يملك مقومات الاستمرار. وبينما لم تصدر VARA أي بيان رسمي، تعجّ منصّة X بالتكهنات… والتفاؤل الحذر. فهل يمكن لـ “مانترا” أن تتعافى؟

صعود نجمي يقابله سقوط حاد

تستند شبكة البلوكتشين الخاصة بـ “مانترا” إلى الطبقة الأولى، وقد صُمّمت لتمثيل الأصول الحقيقية رقمياً مثل العقارات، ودمج التمويل اللامركزي (DeFi) مع التمويل التقليدي. وقد شهدت العملة صعودًا مذهلًا، إذ ارتفع سعر ممثل OM الرقمي من 0.0158 دولار في يناير 2024 إلى ذروة بلغت 8.99 دولار في فبراير 2025، لترتفع قيمتها السوقية إلى 6 مليارات دولار.

وقد ساهم هذا الصعود في عقد شراكات بارزة، منها:

• MAG Real Estate (2024): شراكة بقيمة 500 مليون دولار لتمثيل الرقمي عقارات فاخرة في دبي، منها مشروع “محمية كيتورا”.
• DAMAC Group (2025): صفقة كبرى بقيمة مليار دولار لتمثيل الأصول في قطاعات العقارات رقمياً، الضيافة، ومراكز البيانات في المنطقة.
• ترخيص VARA: حصلت مانترا في مطلع 2025 على ترخيص رسمي من VARA، ما أضفى عليها شرعية تنظيمية ومكّنها من تقديم خدمات أصول رقمية مرخّصة.

عند الساعة 2 صباحًا بتوقيت UTC من يوم 13 أبريل، بدأ سعر OM في الهبوط بشكل مفاجئ، ليصل إلى 0.37 دولار بحلول الساعة 6 صباحًا، مسجلاً انخفاضًا حادًا بنسبة 93%. وقد شهدت البورصات المركزية حجم تداول غير مسبوق وتقلّبات حادّة.
بحلول 14 أبريل، بدأت العملة في التعافي بشكل طفيف، حيث تراوح سعرها بين 0.80 و1.10 دولار. وسرعان ما انتقل الجدل إلى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل مجتمع العملات الرقمية: هل يستطيع ممثل OM الرقمي استعادة مجده؟

ما سبب انهيار ممثل OM الرقمي؟

تناول جون باتريك مولين، الشريك المؤسس لشركة Mantra، أسباب الانهيار الأخير لممثل OM الرقمي عبر منشور على منصة X. وصرّح أن الانخفاض الحاد في قيمة الممثل الرقمي يعود إلى “عمليات تصفية متهورة قام بها مستثمر كبير” خلال فترة انخفاض السيولة في السوق. وأكد أن فريق Mantra لم يقم ببيع أي من الممثلات الرقمية الخاصة به، موضحًا أن “توكنات الفريق مقفلة تحقق من المحفظة mantra1yejpacug78zuqkzwwuc94c0a2al4mz4yfqquam”.

وأشار إلى عدة عوامل يُرجّح أنها ساهمت في هذا الانهيار:
أولًا، انخفاض السيولة، حيث أدّت التداولات المبكرة صباحًا إلى تعزيز ضغط البيع. ثانيًا، حالة السوق السلبية، لا سيما مع انخفاض بيتكوين بنسبة 10% خلال الأسبوع، مما أثّر على ثقة المستثمرين بشكل عام. ثالثًا، القلق بشأن العرض المتداول من التوكنات، حيث انتشرت شائعات غير مؤكدة على منصة X تشكك في شفافية عرض OM، رغم أن منصة CoinMarketCap تُدرج 1.4 مليار توكن من OM على أنه قيد التداول.
وفيما يخص الشائعات حول تورط منصة بينانس، نفى مولين هذه الادعاءات، مشيرًا إلى أن كلًا من Binance وMantra مرخصتان بموجب هيئة الأصول الافتراضية VARA في دبي، ويتمتعان بعلاقات قوية ضمن النظام البيئي الإماراتي. وحتى اللحظة، لم تُصدر VARA أي تعليق رسمي، لكن يُتوقع أن يُساهم إشرافها المستقبلي في تعزيز الاستقرار طويل الأمد للمشروع.

رد فعل المجتمع: بين الخوف والأمل على منصة X

أثار الانهيار نقاشًا واسعًا على منصة X، حيث تصدر وسم #OMScam الترند لفترة وجيزة، مع مزاعم من بعض المستخدمين بوجود نشاط داخلي مشبوه أو سوء إدارة. ورغم هذه المزاعم، لم يظهر أي دليل يثبت تورط فريق Mantra في بيع الممثلات الرقمية.
في المقابل، دافع آخرون عن المشروع وأشاروا إلى أساسياته القوية، فكتب أحد المستخدمين: “500 مليون دولار من MAG متاحة، ومليار دولار من DAMAC هي التالية. هذا انخفاض يستحق الشراء”.

دبي: ركيزة أساسية في تأسيس مانترا

لا يقتصر هذا المشروع على مجرد وجود رمزي في الإمارة، بل يُجسّد جوهر المساعي المتنامية لدولة الإمارات العربية المتحدة لتكون مركزًا عالميًا رائدًا في مجال الأصول الرقمية. وقد جاءت شراكات Mantra مع شركتي “ماج” و”داماك”، وإن لم تكن على شكل دعم مالي مباشر، لتُبرز حالات استخدام واقعية ومبتكرة لرمزية الأصول الرقمية المُدعّمة بالمخاطر.
وحصلت Mantra في فبراير 2025 على ترخيص من هيئة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA)، ما أتاح لها تقديم خدمات الاستثمار والتداول ضمن إطار قانوني منظم، يعكس ثقة الجهات التنظيمية بالمشروع وطموحه.

في ظل الاضطرابات التي يشهدها السوق حاليًا، من الطبيعي توقّع أن تُبطئ كل من VARA ودائرة الأراضي والأملاك في دبي (DLD) وتيرة عملهما مؤقتًا، بهدف إعادة تقييم الزخم المتسارع واستقرار السوق. ومع ذلك، فإن هذا التباطؤ لا يُعدّ تراجعًا، بل يمثل فرصة لإرساء أطر تنظيمية أقوى وإطلاق مشاريع ذات جودة أعلى.
قد يدفع انهيار ممثل OM الرقمي الجهات التنظيمية، وتحديدًا VARA، إلى إعادة النظر في كيفية تعامل البورصات المركزية مع حالات انخفاض السيولة والتقلبات المفاجئة. ورغم غياب أي بيان رسمي حتى اللحظة، يُسلط الحادث الضوء على أهمية اليقظة التنظيمية، والحاجة إلى مزيد من التدقيق والمساءلة لحماية السوق والمستثمرين على حدّ سواء.

المستثمرون يترقبون وينتظرون

كتب أحد المستخدمين على منصة X: “خسرتُ 30 ألف دولار أثناء نومي”، في تعبير صادق عن الإحباط العارم الذي خلّفه انهيار توكن OM. ومع ذلك، لم يختفِ الأمل تمامًا. فقد عبّر آخرون عن ثقتهم بعودة المشروع، قائلين: “ماغ وداماك لا تتهاونان. ستعود OM”.
إلى ذلك، يتطلّب الأمر تحليلًا شفافًا وشاملًا لما حدث، يُشبه ما يُعرف بـ”تشريح ما بعد الوفاة”، إلى جانب تقديم إفصاحات أوضح بشأن العرض المتداول للتوكن. كما أن إحراز تقدم ملموس في المشاريع البارزة المرتبطة بـ Mantra قد يسهم في استعادة ثقة المستثمرين. ففي عالم العملات الرقمية، لا يُستبعد التعافي حتى بعد الانهيارات القاسية.
مع استمرار دعم الإمارات العربية المتحدة لابتكارات شبكة البلوكتشين، وتزايد الاهتمام بمشاريع الأصول الرقمية المرجحة بالمخاطر، تملك Mantra فرصة حقيقية لتحويل هذه الأزمة إلى نقطة انطلاق جديدة. فالأزمات الكبرى غالبًا ما تكون بداية لتحولات عميقة، وربما تكون هذه لحظة التحول بالنسبة للمشروع.