“فولاتيليتي شيرز” تُطلق أول صناديق سولانا الآجلة

يُحدث لاعب جديد في مجال صناديق التداول الفورية نقلة نوعية، بإطلاق أول صندوق مرتبط بعقود سولانا الآجلة، مُسجلاً بذلك إنجازًا كبيرًا لسادس أكبر عملة رقمية بعد النجاح الذي حققته المنتجات القائمة على بيتكوين.

تستعد شركة Volatility Shares LLC، ومقرها فلوريدا، لإطلاق صندوقين متداولين لعقود سولانا الآجلة يوم الخميس، وفقًا لبيان تسجيلها المُعتمد حديثًا. وتُعد هذه الصناديق الأولى من نوعها التي تُتيح للمستثمرين التعرض المباشر لعقود سولانا الآجلة، وهي عملة رقمية تبلغ قيمتها السوقية حوالي 67 مليار دولار.

تشمل هذه المنتجات صندوق Volatility Shares Solana ETF (رمزه: SOLZ)، الذي يتتبع عقود سولانا الآجلة، وصندوق Volatility Shares 2X Solana ETF (رمزه: SOLT)، المُصمم لتوفير ضعف التعرض باستخدام الرافعة المالية. وكانت الشركة قد تقدمت بطلب الموافقة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) في ديسمبر الماضي. وتُطبق رسوم إدارية بنسبة 0.95% على SOLZ، بينما تُحدد الرسوم على SOLT بنسبة 1.85%.

وفي هذا الصدد، علّق الرئيس التنفيذي لشركة Volatility Shares، “جاستن يونغ”: “يأتي إطلاقنا في وقت نشهد فيه تفاؤلًا متجددًا حيال ابتكارات العملات الرقمية في الولايات المتحدة”. وأضاف: “نعتقد أن إدارة ترامب تُدرك الأهمية الاستراتيجية لبقاء أميركا في صدارة التكنولوجيا المالية”.

ويأتي هذا الإطلاق بعد إدراج صناديق إيثر الآجلة في البورصة، والتي واجهت تراجعًا في الإقبال بسبب التقلبات الأخيرة في السوق. وعلى الرغم من أن المستثمرين الأمريكيين لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى صناديق سولانا الفورية – التي تحتفظ مباشرةً بالأصل – إلا أن العديد من مراقبي القطاع يرون أن هذه المنتجات القائمة على العقود الآجلة تُعد خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد سبقت كل من بيتكوين وإيثر سولانا في هذا المسار، حيث طُرحت صناديق Ether الآجلة قبل نظيراتها الفورية.

وفي هذا السياق، قال إريك بالتشوناس، محلل صناديق ETFs في بلومبرج إنتليجنس: “هذه أول عملة بديلة بعد إيثر تحصل على الموافقة”، مشيرًا إلى أن “مستثمري صناديق ETFs يُفضّلون تقليديًا الاحتفاظ بالأصل المادي عندما يكون ذلك ممكنًا، وهو ما قد يُمثل تحديًا حال الموافقة على منتج فوري”.
وشهدت صناديق بيتكوين المتداولة الفورية نموًا استثنائيًا، حيث جمعت 92 مليار دولار من الأصول منذ إطلاقها في يناير 2024، وفقًا لبيانات بلومبرغ. أما صناديق إيثريوم الفورية، التي انطلقت منتصف عام 2024، فتُقدّر قيمتها بحوالي 6.5 مليار دولار. ويتوقع بالتشوناس وجيمس سيفارت من بلومبرغ إنتليجنس وجود احتمال بنسبة 75% بأن تحصل صناديق سولانا الفورية على الموافقة هذا العام.

هذا واكتسبت سولانا زخمها الأول عندما دعمها سام بانكمان-فريد، إلا أن مستقبلها أصبح غامضًا عقب انهيار منصتي FTX و Alameda Research التابعتين له في عام 2022. ورغم ذلك، فقد تعافت سولانا بقوة، ولا تزال تجذب الانتباه بفضل رسوم معاملاتها المنخفضة مقارنة بالمنافسين. وعلى الرغم من انخفاض قيمتها بنحو 30% هذا العام، لا تزال تحظى باهتمام مؤسسي ملحوظ، ما يُعزز فرص حصولها على موافقة صندوقها الفوري.

إلى ذلك، يُبرز إطلاق صندوقي SOLZ و SOLT تركيز مُصدري صناديق ETFs على جذب المستثمرين المضاربين، حتى في ظل بيئة سوقية مليئة بالتقلبات. كما يُسلّط هذا الإطلاق الضوء على التوسع المستمر في قطاع صناديق الاستثمار المتداولة، الذي تبلغ قيمته نحو 10 تريليونات دولار، مع تقديم طلبات جديدة تشمل عملات بديلة مثل Avalanche وSUI (التي تُقدر قيمتها بـ 7 مليارات دولار)، إضافة إلى عقود بيتكوين الفورية وعقود الكربون الآجلة.
ويأتي هذا الطرح في وقت تُكثّف فيه إدارة ترامب دعمها للأصول الرقمية، مما يُحفّز إطلاق منتجات جديدة مثل خدمات الحفظ وصناديق التداول الفورية. ومن الجدير بالذكر أن شركات إدارة الأصول الكبرى، بما في ذلك Franklin Templeton وGrayscale وVanEck، قد تقدمت بالفعل بطلبات لإطلاق صناديق سولانا الفورية، في إشارة إلى الزخم المتزايد الذي يشهده قطاع الاستثمار في العملات الرقمية.