تقلص سيولة بيتكوين مع استقرار السوق عند 83 ألف دولار

يستمر انكماش سيولة سوق بيتكوين، حيث تشهد العملة الرقمية استقرارًا بعد تراجع حاد من ذروتها في فبراير التي تجاوزت 102,000 دولار أميركي. تكشف مقاييس Glassnode على الشبكة عن تباطؤ ملحوظ في تدفقات رأس المال، مع تدهور السيولة في أسواق العقود الفورية والعقود الآجلة على حد سواء. ووفقًا لأحدث تقرير لـ Glassnode، انخفضت تدفقات التداول التي تُستخدم غالبًا كمقياس لمشاركة المستثمرين، بأكثر من 54% من أعلى مستوياتها خلال الدورة، مما يُبرز تراجع النشاط في السوق.

في الوقت نفسه، انخفض حجم الاهتمام المفتوح بعقود بيتكوين الآجلة بنسبة 35%، حيث تراجع من 57 مليار دولار أمريكي في ذروته إلى 37 مليار دولار أمريكي. يعكس هذا الانخفاض تراجعًا أوسع في الرافعة المالية والتداول المضاربي. كما انخفض سعر بيتكوين حاليًا بنسبة 23% عن أعلى مستوى له على الإطلاق في 20 يناير، الذي بلغ قرابة 109,000 دولار أمريكي، مع انخفاض إضافي بنسبة 15% خلال الشهر الماضي، ليتم تداوله الآن عند حوالي 82,800 دولار أمريكي، وفقًا لبيانات CoinGecko.

من بين أهم العوامل وراء شح السيولة الحالي هو تراجع تداول النقد والاحتفاظ. تتضمن استراتيجية المراجحة استغلال علاوة سعر عقود بيتكوين الآجلة على بورصة شيكاغو التجارية (CME) مقارنةً بالأسعار الفورية، وقد ساهم تراجع هذه العلاوة في شح السيولة. كما زادت حالة الحذر مع تحول التركيز نحو تطورات الاقتصاد الكلي العالمي. إذ يُعيد المتداولون تقييم المخاطر عقب رد الفعل الأولي على رسوم الرئيس دونالد ترامب الجمركية في وقت سابق من هذا الشهر.

وكتبت شركة QCP Capital، وهي شركة تداول أصول رقمية مقرها سنغافورة، في مذكرة يوم الثلاثاء: “في غياب عناوين جديدة بشأن الرسوم الجمركية، عادت العوامل الجيوسياسية إلى الواجهة”. وأضافت الشركة: “أدت الغارات الإسرائيلية المتجددة على غزة بعد هدنة مؤقتة إلى ارتفاع سعر الذهب إلى ما يزيد عن 3000 دولار، بينما لا يزال سعر بيتكوين يُظهر ارتباطًا سلبيًا مع الذهب”.

مع تبني الأسواق لموقف تجنب المخاطرة، يتراجع المستثمرون المؤسسيون، مما يؤدي إلى تدفقات خارجية لصناديق الاستثمار المتداولة وضغط إضافي على أسعار بيتكوين الفورية. في الوقت نفسه، يشير سوق الخيارات إلى تزايد الطلب على الحماية من الهبوط. تُسعَّر خيارات البيع الآن بعلاوات تقلب ضمنية أعلى مقارنةً بخيارات الشراء، مما يشير إلى أن المتداولين يتوقعون المزيد من الانخفاضات.

هذا ويشعر حاملو العقود قصيرة الأجل أيضًا بالضائقة المالية، حيث يواجهون خسائر فادحة غير محققة دفعت بعضهم إلى البيع. مع ذلك، لا يزال حاملو العقود طويلة الأجل غير متأثرين إلى حد كبير. أفادت Glassnode أن هذه المجموعة لا تزال تحتفظ بحصة كبيرة من معروض البيتكوين، وهي ديناميكية غير عادية في هذه المرحلة من دورة السوق، لكنها تؤكد قناعتهم المستمرة بإمكانيات البيتكوين على المدى الطويل.
في الوقت الحالي، يمر البيتكوين بمرحلة حرجة. مع تقلص السيولة وانخفاض نشاط المضاربة، من المرجح أن يظل التقلب مرتفعًا على المدى القصير. وستعتمد عودة رأس المال الجديد إلى السوق على كيفية تطور الظروف الاقتصادية الكلية ومعنويات المخاطرة.