رغم التراجع.. 7,600 بيتكوين إضافية في خزائن ستراتيجي

على الرغم من حالة التذبذب في السوق، تواصل شركة ستراتيجي Strategy نهجها الطموح في شراء البيتكوين. فقد أعلنت الشركة التي يقودها مايكل سايلور عن شراء 7,633 بيتكوين إضافية، بقيمة إجمالية بلغت 740 مليون دولار. وبهذه العملية، تعزز ستراتيجي موقعها كأكبر جهة حائزة على البيتكوين، لترتفع حيازتها إلى 478,740 وحدة من العملة الرقمية.

7,600 بيتكوين إضافية في خزائن ستراتيجي

لطالما أثارت فكرة إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين في الولايات المتحدة—على غرار تجربة السلفادور—نقاشات واسعة داخل مجتمع العملات الرقمية. ورغم جاذبية هذه الفكرة، إلا أنها لم تتجاوز بعد كونها وعدًا انتخابيًا أطلقه دونالد ترامب. حتى الآن، الفريق الوحيد الذي بدأ فعليًا بدراسة الفكرة هو مجموعة بقيادة ديفيد ساكس، الملقب بـ"قيصر الكريبتو" في الإدارة الأمريكية الجديدة.

أما ستراتيجي، التي عُرفت سابقًا باسم مايكروستراتيجي، فقد بدأت منذ عام 2020 في بناء احتياطيها الخاص من البيتكوين، عبر عمليات جمع تمويل مستمرة مخصصة بالكامل لشراء المزيد من BTC.

وفي إعلان جديد يوم أمس، كشف مايكل سايلور أن شركته استحوذت على 7,633 بيتكوين إضافية، بمتوسط سعر بلغ 97,250 دولارًا لكل وحدة. وبذلك، ترتفع الحيازة الإجمالية للشركة إلى 478,740 بيتكوين، أي ما يعادل أكثر من 47 مليار دولار وفقًا لسعر السوق الحالي.

وعلى صعيد الأداء المالي، تظهر بيانات الشركة أنها حققت عائدًا يقارب 50%، مما يعني أرباحًا تتجاوز 16 مليار دولار منذ بدء استثماراتها في البيتكوين.

هل أصبحت شركة مايكل سايلور "أكبر من أن تفشل"؟

في خطوة بارزة، انضمت أسهم ستراتيجي مؤخرًا إلى مؤشر Nasdaq-100، الذي يضم أكبر 100 شركة تقنية مدرجة في سوق الأسهم الأمريكية.

وقد حظيت الشركة مسبقًا باهتمام واسع من قبل المستثمرين المؤسسيين، بمن فيهم البنوك المركزية في سويسرا والنرويج. ومع انضمامها إلى ناسداك 100، أصبحت أسهمها متاحة ضمن أحد أكثر صناديق الاستثمار المتداولة (ETF) شهرةً عالميًا، مما يمنحها مزيدًا من السيولة والتأثير في السوق.

حتى قبل دخولها في هذا المؤشر، كانت أسهم MSTR توفر للمستثمرين التقليديين وسيلة للتعرض لسعر البيتكوين دون الحاجة إلى امتلاك العملة الرقمية بشكل مباشر. ومع إدراجها في ناسداك 100 وظهور صناديق ETF البيتكوين الفورية منذ يناير 2024، أصبح البيتكوين أكثر اندماجًا في الأسواق المالية التقليدية.

لكن رغم هذه المكاسب، تطرح هذه التطورات تحديات جديدة لمستقبل البيتكوين. فاعتماد ستراتيجي على الديون لتمويل عمليات الشراء الضخمة قد يجعلها عرضة لمخاطر التصفية في حال تراجعت الأسعار بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى إفلاسها. والأسوأ من ذلك، أن أي عملية بيع قسرية لحيازاتها الضخمة قد تؤدي إلى انهيار سعر البيتكوين على المدى القصير.

في الوقت ذاته، تثير صناديق ETF البيتكوين الفورية قلقًا متزايدًا، حيث تتركز كميات كبيرة من البيتكوين بين أيدي جهات إصدار مثل بلاكروك وفيديليتي، إضافةً إلى جهات الحفظ مثل كوين بيس. هذه المركزية قد تشكل مخاطر نظامية في حال حدوث اختراق أمني أو سرقة.

علاوةً على ذلك، يمكن أن تمنح هذه السيطرة نفوذًا كبيرًا لهذه الكيانات، مما قد يهدد حيادية البيتكوين، خاصةً في حال حدوث انقسام (Hard Fork)، حيث يمكن لهذه المؤسسات فرض شرعية إحدى السلاسل على حساب الأخرى.

في ظل هذه التحديات، يظل السؤال الأبرز: هل ستتمكن ستراتيجي من مواصلة استراتيجيتها الجريئة، أم أن رهانها الكبير على البيتكوين قد يتحول إلى مخاطرة غير محسوبة العواقب؟