انخفاض أسعار البيتكوين والإيثيريوم وسط مخاوف من استمرار التضخم

تراجعت عملة البيتكوين بنسبة 5% لتصل إلى 96,527 دولارًا أميركياً بعد ظهر يوم الأربعاء في آسيا، وذلك بعد أن تجاوزت حاجز 100,000 دولار في وقت سابق من الأسبوع، وفقًا لبيانات منصة “ذي بلوك”.
وشهدت عملة الإيثيريوم انخفاضًا أكبر، حيث فقدت 8.5% من قيمتها خلال الـ 24 ساعة الماضية لتتداول عند مستوى 3,353 دولارًا أميركياً. كما تأثرت العديد من العملات الرقمية الرئيسية الأخرى بهذا الانخفاض، حيث تراجعت كل من عملتي الدوجكوين وأفالانش بأكثر من 10% خلال نفس الفترة. وانخفض مؤشر “جي إم سي آي 30” الذي يتبع أداء أكبر 30 عملة رقمية بنسبة 7.48%.

شهدت عملتا البيتكوين والإثير ارتفاعًا في وقت سابق من هذا الأسبوع، مدفوعًا بتزايد التفاؤل في السوق بشأن تولي دونالد ترامب الرئاسة، وهو ما انعكس في ارتفاع معدلات تمويل العقود الآجلة الدائمة، وفقًا لما ذكره المحللون.
ومع ذلك، حذر مين جونج، المحلل في شركة بريستو للأبحاث، في تصريحات لصحيفة “ذي بلوك” من أن الأسواق العالمية، بما في ذلك أسواق الأسهم، تشهد تراجعًا وسط مخاوف متزايدة بشأن استمرار التضخم.
وأوضح جونج أن التراجع لم يقتصر على العملات الرقمية فقط، بل امتد إلى مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500 اللذين خسرا أكثر من 1% أمس، وذلك عقب صدور بيانات من معهد إدارة التوريدات أشارت إلى تسارع النمو الاقتصادي الأميركي، وهو ما زاد من المخاوف بشأن التضخم. وقد أدى هذا إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل.

هذا وأوضحت راشيل لوكاس، محللة العملات الرقمية في منصة “بي تي سي ماركتس”، أن البيانات الاقتصادية الأميركية الأخيرة عززت توقعات المستثمرين باستمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في سياسة التشديد النقدي، مما يعني الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
وقالت لوكاس: “كانت الأسواق تعاني من حالة من التوتر منذ تصريحات رئيس الفيدرال ريزرف جيروم باول في ديسمبر، والتي أكدت التزام البنك بمكافحة التضخم وتقلصت الآمال في تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة، مما زاد من التقلبات في الأسواق”.
وأضافت لوكاس أن “تصريحات باول جاءت بالتزامن مع تعهد الرئيس المنتخب ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية ويدفع البنك الفيدرالي إلى اتخاذ موقف أكثر تشددًا.

إلى ذلك، تُشير أداة “فيد واتش” التابعة لمجموعة “سي إم إي” حاليًا إلى احتمال بنسبة 95.2% بأن يقرر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند النطاق الحالي البالغ 4.25% إلى 4.5% في اجتماعه المقرر في 29 يناير.
ويتوقع الخبراء أن يشهد سوق العملات الرقمية تقلبات كبيرة في أعقاب تولي دونالد ترامب الرئاسة في 20 يناير، وذلك مع ترقب المستثمرين لتغيرات محتملة في السياسات الاقتصادية.
وقالت راشيل لوكاس، محللة العملات المشفرة في منصة “بي تي سي ماركتس”، إن “وجود أغلبية داعمة للعملات المشفرة في الكونجرس، بالإضافة إلى تعيين شخصيات مؤيدة لها مثل سكوت بيسنت وزيراً للخزانة وإيلون ماسك كمستشار، يشير إلى توجه إداري جديد نحو تبني العملات الرقمية”.
ومن المتوقع أن يتابع المستثمرون عن كثب الأحداث الاقتصادية الهامة في الأيام المقبلة، بما في ذلك محضر اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية وبيانات سوق العمل التي ستصدر في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بالإضافة إلى مؤشر أسعار المستهلك المقرر صدوره في 15 يناير. ستساعد هذه البيانات المستثمرين في تقييم المخاطر المرتبطة بالسياسة النقدية والتضخم واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.